لماذا يميل الرجل للهدوء والصمت عندما يغضب؟ ولماذا يثير صمته وسكونه شكوك الفتاة بدرجة أكبر مما لو أفرغ غضبه ورفع صوته بالعتاب؟ إنها ولا شك طبيعة كل منهما، فتظل الفتاة تتساءل: "هل هو غاضب مني؟" "هل ينوي أن يهجرني؟"
فالمرأة تكون حساسة للغاية تجاه صمت من تحب وعدم تفاعله معها بالإيجاب أو حتى بالسلب، وقد ترجع أسباب هذا الصمت والهدوء لواحد من الاحتمالين الآتيين:
- هو لا يعرف ماذا أصابه، ولا يدرك سبب الضيق الذي يشعر به لذا يفضل الصمت وعدم إخراج ضيقه على فتاته. ويحدث هذا في الغالب عندما يعاني الفتى من الكثير من الضغوط، لذا فليس هناك سبب واحد للصمت والضيق، بل أسباب عديدة مختلطة معا ومصدرها ضغوط في المنزل أو الجامعة أو حتى العمل إن كان يعمل. فإذا كان هذا هو السبب خلف الحالة التي ترينه عليها، فهو في الغالب صامت وهاديء حتى يمكنه التركيز لإيجاد حل مناسب لمشاكله ويكفي لتحسين أوضاعه، وهو في الوقت نفسه لا يريد أن يثير قلقك لذا فهو لا يبوح لك بما يعتمل في صدره ويفضل الصمت. ورغم أن الصحيح علميا هو أن البوح بالمشكلة يجعل الإنسان في حالة نفسية أفضل ويزيح عن كاهله الكثير من الهموم، فإن الرجل بطبعه كتوم ولن يشعر بالراحة إلا لو انتهت مشاكله فعليا.
- الاحتمال الثاني هو أن يكون بالفعل غاضبا منك، ولذا يعاقبك بصمته وعدم اتصاله بك أو محادثتك عبر الإنترنت أو حتى الرد على رسائلك النصية. وهنا ننصحك بألا تتركي الوضع متجمدا بينكما هكذا لأيام طويلة وإلا كانت النهاية الفعلية لما بينكما.
لا تفرطي في التساؤل بينك وبين نفسك عن سبب غضبه أو الخطأ الذي يمكن أن تكوني قد ارتكبته (هذا إذا لم تكوني مدركة له بالفعل). احتفظي بقوتك وثقتك في نفسك، ولا تتركي نفسك للهواجس والإحساس بالألم لأنه تجاهلك كل هذا الوقت.
ويجب أن تعلمي أن الرجل يدرك جيدا أن تجاهله للمرأة يؤثر بها نفسيا بدرجة أكبر من صب جام غضبه عليها بشكل صريح. إنه إحساس طفولي بالطبع ويثير الأعصاب، لكن للأسف معظم الرجال يفعلون ذلك.
ماذا عليكِ أن تفعلي إذن؟
إذا التقيتما في أحد الأماكن العامة ككافيتريا أو خلافه ولاحظت عليه الصمت أو الرد دائما باقتضاب، فاسأليه بشكل بسيط ومباشر: "ماذا بك؟" فإذا أجاب قائلا لا شيء، كرري عليه السؤال مرة أخرى وإذا أصر على الصمت، اطلبي من النادل أن يحضر له مشروبه المفضل، ثم توجهي بالحديث لفتاك قائلة: "لن أضغط عليك لتخبرني بسبب صمتك وتجاهلك لي، وتأكد أنك إذا شعرت بحاجتك للحديث معي فسأكون بانتظارك. سأعود لمنزلي الآن وأتركك لتختلي بنفسك وترتب أفكارك".
وإذا كان يتجاهل اتصالاتك التليفونية ورسائلك ولم تنجحي في تحديد موعد للقائه، توجهي إليه في كليته أو مكان عمله وأخبريه بنفس المضمون السابق.
فإذا كان الأمر يقتصر على شعوره بضغوط كثيرة لا علاقة لك بها، فسيشعر بالامتنان الشديد لعدم ضغطك عليه ولتركه بمفرده حتى يركز في مشاكله، وسيحبك أكثر لدعمك له وقولك أنك ستنتظريه إلى أن يقرر مشاركة همومه معك.
أما لو كان غاضبا منك بالفعل، فستفوتين عليه متعة معاقبتك نفسيا، وسيعرف أنك فتاة واثقة من نفسك، ورغم اهتمامك الكبير به وحبك له فإنك لن تسأليه عن سبب صمته إلا مرات محدودة، ولكنك لن تتوسلي إليه حتى يتحدث إليك ويخبرك بالأمر، وإذا أصر على صمته ستنسحبين. وبهذا الشكل سيتعلم في المرات القادمة أن يصارحك بشكل مباشر بسبب غضبه إذا كان فعلا يهمه أمرك ووجودك في حياته.