تؤكد الدكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية والزوجية، أن شكوى الآباء والأمهات من عصبية أبنائهم هذه الأيام قد تعددت، فكثيرا ما يحدث نوبات الغضب التى تتم لأبسط الأشياء، وعض الأقلام من غير وعى ووضع الأصابع فى الفم، وقد يأتى لبعضهم بعض حالات التشنجات العصبية وبطريقة هستيرية وهى غير نوبات الصرع، بالإضافة إلى إصابة بعض منهم بحالة من عدم الانتباه، والبكاء الكثير، وأحلام اليقظة وغيرها من الأعراض غير المسببة.
وفى حالة ظهور هذه الأعراض على الوالدين أن ينتبهوا إلى وجود طفل عصبى فى بيتهم.
وتشير نبيلة إلى الأسباب التى أدت بالطفل إلى هذه الحالة قائلة أولا، هناك أسباب جسمانية مثل الصرع، ومعاناة الطفل من سوء الهضم، ووجود لحمية بالأنف زائدة، والإصابة بالديدان، وتضخم اللوزتين، واضطرابات فى إفراز الغدد الدرقية أو أن يكون الطفل مصابا بتدنى قدراته العقلية أو ضعف فى سمعه أو بصره، مما يؤدى إلى إحساسه بعدم القدرة على مسايرة من هم فى عمره، سواء فى التحصيل الدراسى أو اللعب، مما يجعله فى ضيق شديد يظهر فى صورة عصبية.
ثانيا، الأسباب النفسية والتى تتمثل فى تسلط الآباء وسيطرتهم وعدم إشعار الطفل بالحرية والتقدير فيضطر الطفل إلى أن يتمرد ويثور، الحرمان من الحب والحنان العاطفى والدفء الأسرى، مما يؤدى إلى شعوره بالعداوة العجز والعزلة، بالإضافة إلى عدم إشباع الحاجات النفسية له من الحب والقبول.
وتوضح أن القسوة أو التدليل الزائد يؤدى إلى عصبية الأطفال، والذكاء الزائد يجعله يشعر بأن مستوى تفكيره يختلف عن أقرانه، مما يؤدى إلى شعوره بالملل وعدم إشباع حب استطلاعه من معلميه، وقد يطلق عليه بعض أصدقائه اسم "فيلسوف"، وإلقاء الكلمات الجارحة عليه فيؤدى به الأمر إلى العصبية الدائمة.
وعن طريقة العلاج لهذه المشكلة تقول نبيلة لابد أن نحدد أسباب المشكلة ثم نبدأ فى إشباع حاجات الأبناء ونحفزهم، والتعامل معهم بوسطية، لأنه الأسلوب الأمثل فى تربية طفل متوازن نفسيا مع إعطاء الطفل مساحة من الحرية لكى يشعر بذاته، مع مراعاة عدم التدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى شئونهم، مما يؤدى إلى وجود طفل ذات شخصية قوية، والعمل على اشتراك الطفل فى الأنشطة المختلفة سواء داخل المدرسة أو خارجها، لأن كل هذا يساعد على تنمية الطفل اجتماعيا ونفسيا.